نساء الجولان.. رمز للمقاومة والصمود - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

نساء الجولان.. رمز للمقاومة والصمود
محمد حسن وتد- الجزيرة -الجولان المحتل
04\06\2012
تجندت المرأة السورية بالجولان المحتل -منذ الأيام الأولى للاحتلال- في معركة الصمود والمقاومة السلمية، وتجلى نضالها في الحفاظ على الهوية الوطنية والتشبث بالأرض عبر فلاحتها جنبا إلى جنب مع زوجها، لكسب لقمة العيش ومساندته في تدعيم الحصن العائلي والاجتماعي، وبرز دورها في تنشئة الأجيال على تعزيز الانتماء المجتمعي والعائلي للوطن الأم سوريا.

سهيلة كحلوني المتزوجة من غالب والأم لخمسة أولاد نموذج للمرأة التي ساهمت في تعزيز الروابط العائلية والاجتماعية والنضالية في الجولان المحتل، حيث تعمل إلى جانب زوجها بالأجرة في الحقول والسوق الشعبي، لإعالة الأولاد وتوفير احتياجات العائلة التي لا تملك أرضا أو أملاكا أخرى.

تنحدر عائلة غالب من دمشق، حيث قدم الزوج مع والده جنديا قبيل حرب 1967 إلى مدينة القنيطرة ليعيش لاجئا في وطنه. فوالده استشهد في الحرب، أما هو فاستحالت عودته للشام لتستقر به الحياة في بلدة مجدل شمس.

تقول أم نشأت "صحيح لم أكمل دراستي الثانوية، لكنني نجحت في التوفيق ما بين منزلي وتربية أولادي وتعليمهم وعملي إلى جانب زوجي لتوفير لقمة العيش والحياة الكريمة، ربيت أولادي كغيري من النساء على حب الوطن وتعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية".

وسردت للجزيرة نت معاناة العائلة الجولانية في ظل الاحتلال، ودور المرأة في تنشئة الأجيال وتربية الأولاد، وتدعيم اقتصاد العائلة والمجتمع في ظل قلة فرص العمل، فغالبية النساء ابتكرن مجالات عمل محلية ليحققن بذلك نوعا من الاستقلال الاقتصادي ساهم في تخفيف العبء عن العائلة في مواجهة ضغوط وتحديات الاحتلال.


العجمي أم لسبعة أولاد تعمل إلى جانب زوجها في التجارة والزراعة

دعم وتقدير
وتقول نهلة العجمي -زوجة سليم والأم لسبعة أولاد- إنه على الرغم من أن دور المرأة محدود، فإن بصماتها ونتاجها في تربية الأولاد والعمل إلى جانب الزوج بدا واضحا، وانعكس إيجابا على المجتمع من خلال الأبناء. وأوضحت "تشعر الأم بنشوة وترفع رأسها عاليا لتتفاخر بأولادها، وقد تخرجوا من الجامعات ليساهموا في العطاء وخدمة المجتمع وأبنائه".

وأضافت أن المرأة تحظى بالدعم والتقدير والثناء من قبل الرجل، وتعيش إلى جانب زوجها في حياة تسودها المشاركة في العمل في الحقل أو حتى في تربية الأولاد، و"هذا نوع من المقاومة والصمود في مواجهة ضغوط الاحتلال وتضييقه علينا".

المرأة في الجولان المحتل تلعب أدوارا متعددة في جميع مجالات الحياة التي تتراوح بين النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأصبحت هذه الأدوار لا غنى عنها، خاصة في النضال من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية والتشبث بالأرض في مواجهة الحكم العسكري الإسرائيلي.

وبرز دور المرأة الجولانية في تنشئة الأجيال وتعزيز الانتماء المجتمعي والعائلي للوطن الأم في سوريا وضد الاحتلال الإسرائيلي. ولها في ذلك قصص نجاح مشهودة جسدت بطولات شعبية رافضة للنكسة والهزيمة، وساهمت في النضال السري والمظاهرات الرافضة للاحتلال، وتتعرض للاعتقال والأسر والاستشهاد.